القهوة المنزوعة الكافيين.. إن تناول بضعة فناجين من القهوة العادية يوميًّا وبانتظام يحمل معه حزمة من الفوائد الصحية، من هذه الفوائد أنها:
- تُحسّن اليقظة وتَدبّ النشاط والحيوية في الجسم.
- تعزز من مستويات الطاقة في الجسم.
- تقلل من الإصابة بالداء السكري النوع الثاني.
- تدعم صحة الدماغ.
- تساعد على تخفيض الوزن.
- تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب.
- تحمي الكبد من السرطان.
- ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والسكتة الدماغية.
- يمكن أن تطيل العمر.
- تعزز الأداء الرياضي.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا عن القهوة المنزوعة الكافيين ؟
القهوة هي واحدة من المشروبات الأكثر شعبية في العالم، ولكن بالنسبة لبعض الناس؛ فإن تناول القهوة العادية يمكن أن يسبب لهم مشكلات صحية، مثل صعوبة النوم والقلق والعصبية، بسبب احتوائها على الكافيين. من هنا؛ يأتي اللجوء إلى القهوة المنزوعة الكافيين كبديل مناسب، فهي تشبه في تركيبها القهوة العادية، مع فارق في أنها تحتوي على النزر اليسير من الكافيين، أو قد لا تحتوي عليه إطلاقًا.
القهوة المنزوعة الكافيين .. ما هي؟
القهوة المنزوعة الكافيين هي قهوة محضرة من حبوب البن التي تمت إزالة ما لا يقل عن 97% من الكافيين الموجود فيها. هناك 3 طرق للحصول على القهوة المنزوعة الكافيين هي:
- الطريقة السويسرية، وفيها يتم نقع حبوب البن غير المحمَّصة في الماء لعدة ساعات، ما يؤدي إلى ذوبان الكافيين والمركبات المنكِّهة في الماء، ثم تُزال الحبوب ويتم تمرير الماء من خلال فلتر من الفحم النشط يلتقط جزيئات الكافيين ولكنه يسمح للمركبات المنكِّهة بالعبور.
- طريقة المذيبات المباشرة، وهي طريقة تُستعمل على نطاق واسع لنزع الكافيين من حبوب القهوة، وتقوم على استخدام مذيب كلور الإيثيلين لاستخلاص الكافيين من حبوب البن الخضراء، إما بنقعها أو بغسلها بتلك المذيبات التي تكون على تماس مباشر مع حبوب القهوة، ولكن هناك جدل حول هذه المادة، لأن استنشاقها ولو بكمية صغيرة يمكن أن يكون سامًّا للجهاز العصبي المركزي، لهذا أوصت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بعدم وجود بقايا من مادة كلور الميثيلين تزيد عن 0,001% في المنتَج النهائي للقهوة.
- طريقة المذيبات غير المباشرة، وهي طريقة تجمع بين استعمال المذيبات الكيميائية والطريقة السويسرية من أجل نزع الكافيين من حبوب البن.
- بشكل عام؛ يمكن القول إنه مهما كانت الطريقة التي تُستخدم لاستخلاص الكافيين من حبوب البن، فإن القيمة الغذائية للقهوة المنزوعة الكافيين يجب أن تكون مماثلة لتلك التي نجدها في القهوة العادية.
هل القهوة المنزوعة الكافيين خالية من الكافيين كليًّا؟
يعتقد كثيرون أن القهوة المنزوعة الكافيين خالية من الكافيين كليًّا، ولكن هذا غير صحيح، فهي تحتوي على الكافيين ولكن بكميات ضئيلة جدًّا، فكل كوب (نحو 180 مليليترًا) من القهوة المنزوعة الكافيين يحتوي من 0 إلى 7 ملغ من الكافيين، مقابل 70 إلى 140 ملغ لنفس الكمية من القهوة العادية، وذلك تبعًا لنوع القهوة وطريقة التحضير.
القهوة المنزوعة الكافيين مصدر رائع لمضادات الأكسدة
تحتوي القهوة المنزوعة الكافيين على كميات مماثلة من مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة العادية، لعل من أهمها حمض الكلوروجينيك وأحماض الهيدروسيناميك والبوليفينول، وتقوم مضادات الأكسدة بدور جبار في محاربة الإجهاد التأكسدي الناجم عن الجذور الكيميائية الحرة، الأمر الذي يساعد في الوقاية من أمراض القلب والسرطان والداء السكري النوع الثاني.
الفوائد الصحية للقهوة المنزوعة الكافيين
تملك القهوة المنزوعة الكافيين آثارًا صحية إيجابية مثل القهوة العادية، فهي تشترك معها في العديد من الفوائد بسبب وجود مواد أخرى غير الكافيين فيها، وتعزى هذه الفوائد بشكل رئيسي إلى غناها بمضادات الأكسدة والمواد النشطة الأخرى.
ومع ذلك، فقد يكون من الصعب تحديد الفوائد الصحية المحددة للقهوة المنزوعة الكافيين، لأن معظم الدراسات قيَّمت تناول القهوة من دون التمييز بين القهوة العادية والقهوة المنزوعة الكافيين، وأن بعضها لم يشمل القهوة المنزوعة الكافيين. علاوة على ذلك، فإن غالبية الدراسات كانت إحصائية، لهذا فمن غير الواضح ما إذا كانت الفوائد الصحية للقهوة العادية تشمل القهوة المنزوعة الكافيين.
في كل الأحوال، إن ما يمكن قوله حول الفوائد الصحية للقهوة المنزوعة الكافيين هو الآتي:
- تم ربط شرب القهوة، سواء كانت عادية أم المنزوعة الكافيين، بانخفاض خطر الإصابة بالداء السكري النوع الثاني، فقد تبين أن شرب كوب واحد يوميًّا قد يقلل من خطر الإصابة بنسبة 7%.
- ربطت دراسة رصدية كبيرة بين شرب القهوة المنزوعة الكافيين وانخفاض مستويات إنزيمات الكبد، ما يشير إلى وجود أثر وقائي يعود بالنفع على صحة الكبد.
- تم ربط شرب القهوة المنزوعة الكافيين بانخفاض خطر الوفاة المبكرة، والوفاة بسبب الأمراض القلبية الوعائية والسكتة الدماغية.
- كشفت مراجعة كبيرة أجريت عام 2017 عن وجود صلة بين استهلاك القهوة المنزوعة الكافيين وانخفاض خطر الوفاة الناجمة عن جميع الأسباب، وخطر الوفاة الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية، ولاحظ الباحثون أن هذه النتائج كانت أكثر حضورا عند الأشخاص الذين كانوا يشربون كوبين إلى 4 أكواب يوميًّا.
- ربطت دراسات أجريت في المختبر على الخلايا البشرية أن القهوة المنزوعة الكافيين قد تحمي الخلايا العصبية في الدماغ، وهذا يمكن أن يساعد في منع تطور بعض الأمراض العصبية، مثل ألزهايمر وباركنسون. كما أظهرت الدراسات على البشر أن الأشخاص الذين يشربون القهوة العادية لديهم خطر أقل للإصابة بمرض ألزهايمر وداء باركنسون، فهل تنطبق هذه النتائج على القهوة المنزوعة الكافيين؟ الجواب يحتاج إلى إجراء دراسات حصرية على القهوة المنزوعة الكافيين.
- أفادت دراسات عديدة أن القهوة العادية تقلل من مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان البروستات، وسرطان الجلد، وسرطان الكبد، وسرطان الدم، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان الفم، وسرطان المستقيم، ولكن من غير الواضح بعد ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على القهوة المنزوعة الكافيين.
قهوة عادية أم قهوة منزوعة الكافيين، أيهما تختار؟
بالنسبة إلى تحمل الكافيين، فإنه يوجد الكثير من الفروق الشخصية، فهناك أشخاص قد لا يتحملون فنجانًا واحدًا من القهوة العادية، في حين أن آخرين قد يشعرون بالارتياح ولو شربوا المزيد من الفناجين.
بشكل عام، يُنصح البالغون بتجنب استهلاك أكثر من 400 ملغ يوميًّا، أي ما يقارب 4 فناجين من القهوة، لأن الزيادة في الاستهلاك قد تُفضي إلى عواقب صحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وقلة النوم، وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة والدماغية.
ما هي الحالات الصحية التي تستدعي تناول القهوة المنزوعة الكافيين؟
قد يحتاج البعض إلى تجربة القهوة المنزوعة الكافيين لأسباب ومشكلات صحية، هي:
1. ارتفاع ضغط الدم
إذا كنت تواجِه صعوبة في التحكم في ضغط الدم، فقد ينصحك طبيبك بتجربة القهوة المنزوعة الكافيين، فهذه الطريقة تمكنك من الاستمتاع بقهوتك من دون آثار جانبية سلبية.
2. الحمل
توصَى الحامل بألا تتناول أكثر من 200 ملغ من الكافيين يوميًّا. إذا كانت الحامل ترغب في شرب القهوة، فإن اختيار القهوة المنزوعة الكافيين هي البديل الآمن للقهوة العادية. يمكن أن تكون للكافيين آثار ضارة على الحامل والطفل معًا، لأنه (الكافيين) يستطيع أن يعبر المشيمة ومنها إلى الطفل، مسببًا حدوث تداعيات سلبية مثل الإجهاض، ونقص وزن المولود عند الولادة.
3. حساسية الكافيين
إذا كنت تعاني من حساسية الكافيين، فإنك قد تتعرض إلى آثار سلبية في كل مرة تشرب فيها القهوة العادية، وهنا يُنصح بشرب القهوة المنزوعة الكافيين لتفادي مخاطر الإصابة بالحساسية وآثارها غير المرحب بها.
4. صعوبة النوم
قد يعاني الأشخاص الذين يشربون القهوة العادية من صعوبات في النوم، من هنا فإن القهوة المنزوعة الكافيين تُعتبر بديلًا جيدًا للحصول على نوم أفضل.
5. حرقة المعدة
إذا كنت تعاني من الحرقة في المعدة جراء شرب القهوة العادية، فإن تجربة القهوة المنزوعة الكافيين قد تكون خيارًا موفقًا، خاصة أن هناك دراسات كشفت أن هذه الأخيرة تقلل من حرقة المعدة.
6. تناول بعض الأدوية
قد تتفاعل بعض الأدوية الموصوفة طبيًّا مع الكافيين، مثل المضادات الحيوية ومضادات الاكتئاب، لهذا يجب تجنب القهوة العادية أثناء تناول تلك الأدوية، واستشارة الطبيب حول إمكانية الاستعاضة عن القهوة العادية بالقهوة المنزوعة الكافيين.
الخلاصة..
إذا كنت تبحث عن مشروب قهوة صحي لا يسبب لك الأرق والقلق والعصبية، أو إذا كنت تعاني من مشكلات صحية تتطلب منك التخلي عن الكافيين مثل الحرقة المَعدية والحساسية على الكافيين ومرض القلب، أو مشكلات في المثانة، فإن الخيار الأفضل لك في مثل هذه الحالات هو تناول القهوة المنزوعة الكافيين، فهي صحية، خاصة وأنها تحتوي على الكثير من المركّبات النشِطة كمضادات الأكسَدة. أما إذا كان شرب القهوة المنزوعة الكافيين غير ضروري لك، فمرحبًا بك في عالم القهوة العادية الغنية بالكافيين.
