أجرى باحثون من مؤسسة حمد الطبية، بالتعاون مع كلية طب وايل كورنيل، دراسة علمية حديثة تكشف أن 20% من مرضى السكري من النوع الثاني في قطر يُصابون بمرض تصلُّب الشرايين القلبية الوعائية، بما يُعادل واحدًا من بين كل 5 أشخاص من مرضى السكري من النوع الثاني. تُعَدّ قطر واحدة من الدول ذات معدلات الإصابة المرتفعة بهذا المرض.
تفاصيل أكثر عن الدراسة
الدكتور أمين الجيوسي، استشاري أول الغدد الصماء في مؤسسة حمد الطبية وأحد المشاركين في الدراسة، أكَّد أن الدراسة قد أُجريت بالتعاون مع شركة "نوفونورديسك" في سبع دول من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك قطر. تُشير تحذيرات الدراسة إلى ضرورة اتخاذ الرعاية الصحية الملائمة لمرضى السكري من النوع الثاني للحد من انتشار مرض تصلُّب الشرايين القلبية الوعائية، من خلال التركيز على:
- نمط حياة صحي متوازن.
- ممارسة النشاط البدني.
- الفحص الدوري لمستوى السكر بالدم.
الدكتور طارق الهد، استشاري أول الغدد الصماء في مؤسسة حمد الطبية وأحَد الباحثين المشاركين، أوضَح أن السكري من النوع الثاني يزيد من نسبة الكوليسترول وتراكم الدهون في الشرايين، مما يؤدي لتصلُّبها وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب، إضافةً إلى تأثيرها على وصول الدم للقلب.
تُبرز الدراسة أهمية التعاون الإقليمي والعالمي في مكافحة انتشار السكري ومضاعفاته، وقد نُشرت النتائج القيمة لهذه الدراسة في مجلة "Circulation" الأمريكية، المعروفة بتخصصها في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية.
العلاقة بين السكري وتصلّب الشرايين
لقد ثبت أنّ كلا النوعَين من داء السكري يمثّلان عوامل خطر مستقلّة لتطور مرض تصلّب الشرايين. أصبح من الواضح الآن أن التسبب في مرض السكري وتصلّب الشرايين مرتبط ارتباطًا وثيقًا مع بعضهما البعض، لكن الآليات والتفاعلات الجزيئية لهذا الارتباط لا تزال قيد المناقشة. من بين الآليات المَرَضية المعروفة التي تربط مرض السكري بتصلّب الشرايين هي:
1. ارتفاع شحوم الدم
ارتفاع شحوم الدم أو اضطراب شحوم الدم (Dyslipidemia) هو وجود كميات غير طبيعية من الكوليسترول أو الدهون في الدم بسبب سوء نوعية الغذاء ونمط الحياة.
2. ارتفاع السكّر في الدم مع إنتاج AGE
ارتفاع السكّر في الدم مع إنتاج «AGEs»، أو ما يُعرف بالـ«Advanced Glycation End-Products»، هي مركّبات تتشكّل طبيعياً في الجسم نتيجة التفاعل الكيماوي للسكّريات مع البروتينات. وإذا أصبح تركيزها عاليًا في مجرى الدم، يمكن أن تُلحِق الأذى بمعظم الأنسجة والأعضاء
3. زيادة الإجهاد التأكسدي
يُعَدّ الإجهاد التأكسدي عملية طبيعية تَحدث في جسم الإنسان نتيجة زيادة ما يُسمى بالجذور أو الشوارد الحُرّة في الجسم، يمكن أن تؤدي تلك الجذور الحرّة إلى تلف خلايا وأنسجة الجسم؛ لذلك قد تتسبب زيادة الإجهاد التأكسدي في العديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، والسرطان، وداء السكري
على الرغم من البحث المستمر عن أساليب علاجية جديدة، فقد أظهرت القليل من الأدوية آثارًا مفيدة قوية فيما يتعلق بالحدّ من خطر الإصابة بتصلّب الشرايين لدى مجموعة محدَّدة من مرضى السكري.
الوقاية من تصلُّب الشرايين المرتبط بمرض السكري
تظل السيطرة على نسبة السكّر في الدم وتقليل عوامل الخطر المعروفة هي الاستراتيجيات الأكثر استخدامًا لحماية مرضى السكري من الإصابة، أو تطوير تصلُّب الشرايين.
هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للكشف عن آليات الإشارة الدقيقة لأضرار الأوعية الدموية الكبيرة المرتبطة بمرض السكري، ولتحديد أهداف علاجية محدَّدة.
المصدر:
