وجَدت دراسة مستقبلية أن استخدام السجائر الإلكترونية كان مرتبطاً بقصور القلب، وكان الأشخاص الذين أبلغوا عن استخدامهم للسجائر الإلكترونية (منتجات النيكوتين الإلكترونية) أكثر عرضة بنسبة 19% للإصابة بقصور القلب في غضون 45 شهراً، ولم يتأثر هذا بعوامل مثل عمر المريض وجنس المريض وتدخين السجائر غير الإلكترونية حسبما أفاد ياكوبو بن الحسن، دكتوراه في الطب، من MedStar Health في بالتيمور، ميريلاند، والمؤلفون المشاركون.
تفاصيل دراسة ارتباط السجائر الإلكترونية بفشل القلب
كان المرضى الذين استخدَموا السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية بشكل مزدوج أكثر عرضة بنسبة 59% لخطر الإصابة بقصور القلب. وقال بن الحسن في بيان صحفي: "هناك مزيد من الدراسات التي تربط السجائر الإلكترونية بآثارها الضارة، ووجَدت أنها قد لا تكون آمنة كما كنا نعتقد سابقاً، فالتأثيرات التي وجدناها كانت كبيرة جداً على الصحة، وخاصة فيما يتعلق ب صحة القلب".
وفي الواقع تم ربط السجائر الإلكترونية بتأثيرها السيئ على وظيفة بطانة الأوعية الدموية والأوعية الدموية الدقيقة، على الرغم من أن الأدلة تشير إلى أنها تسبب المزيد من الأضرار على القلب والأوعية الدموية الأخرى.
هل يمكن استخدام السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين؟
اعترض بن الحسن على فكرة إمكانية استخدام السجائر الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين، مشيراً إلى أن هناك عدداً ملحوظاً من المشاركين في الدراسة الذين يواصلون التدخين التقليدي على الرغم من استخدامهم التدخين الإلكتروني، لذلك السجائر الإلكترونية ليست أداة موصى بها رسمياً للإقلاع عن التدخين، ويوصي مركز السيطرة على الأمراض بالأدوية والاستشارة المختصة بدلاً من ذلك.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن هناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة السببية بين استخدام السجائر الإلكترونية وقصور القلب.
وقال بن الحسن: "أعتقد أن هذا البحث قد طال انتظاره، خاصة مع شعبية وزيادة انتشار استخدام السجائر الإلكترونية، ولا نريد أن ننتظر طويلاً حتى نكتشف في نهاية المطاف أنها قد تكون ضارة، وبحلول ذلك الوقت قد يكون الكثير من الضرر قد حدث بالفعل، ومع المزيد من الأبحاث سنكتشف المزيد من الأضرار الصحية المحتملة.
إحصائيات الدراسة
أحصى التحليل الحالي 175667 مشاركاً بعد استبعاد أولئك الذين لديهم تاريخ موثَّق من قصور القلب، وكان متوسط عمر المشاركين 52 عاماً، وكانت نسبة النساء 60.5%، ويشكل أصحاب البشرة البيضاء 70% من المجموعة بينما أصحاب البشرة الداكنة يشكلون حوالي 20%.
ومن بين 147,007 مرضى لم يستخدِموا السجائر الإلكترونية مطلقًا، كان 64.4% منهم لم يدخنوا السجائر التقليدية مطلقًا، وكان 20.5% مدخنين سابقين، و15.1% مدخنين حاليين.
أما بالنسبة لـ 28,660 شخصًا تم تحديدهم كمستخدِمين دائمين للسجائر الإلكترونية، فإن 31.7% منهم لم يدخنوا أبدًا، و39.1% كانوا مدخنين سابقين، و29.2% مدخنين حاليًا.
ختاماً، لا ينصح الأطباء والعلماء باستخدام السجائر الإلكترونية كبديل عن السجائر التقليدية أو كمساعد للإقلاع عن التدخين بسبب آثارها الصحية غير المحمودة، وخاصة تأثيرها على القلب والأوعية الدموية، ويفضل اللجوء إلى الأدوية والاستشارات الطبية.
